الصحافة الصفراء - مكتبتي في علوم الإعلام والاتصال




 

إعلان فوق المشاركات



تعود أحداث هذه القصة إلى القرن التاسع عشر، حينما شهدت العلاقة بين إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية توترًا بسبب دعم أمريكا لمحاولات الثوار في كوبا للاستقلال عن الحكم الإسباني، وأيضا لرغبة الولايات المتحدة في ضم كوبا ودول لاتينية أخرى تحت سيطرة إسبانيا إلى سلطتها لما فيها من خيرات وثروات اقتصادية.


بلغ توتر العلاقة أوجها في فبراير عام 1898 عند انفجار السفينة الأمريكية "ماين" الراسية في ميناء هافانا، وهنا جاء دور الصحافة في تلفيق التهمة لإسبانيا، بقيادة اثنين من الأعلام البارزة في تاريخ الصحافة الصفراء وهما "جوزيف بولتزر" والصحيفة التابعة له "New York World" و"ويليام هيرست" وصحيفته "New York Journal". حشد الاثنان الرأي العام لتأييد الدخول في حرب ضد إسبانيا، على الرغم من عدم ظهور أي أدلة فعلية إلى الآن بضلوع إسبانيا في الانفجار.



وحملت الصحيفتان عناوين نارية مثل "تذكروا السفينة ماين" و"هذا يعني الحرب"، وتخطى التصعيد كل الحواجز بعرض "ويليام هيرست" مبلغ خمسين ألف دولار جائزة لمن يحل لغز غرق السفينة "ماين" مع توجيه أصابع الاتهام بشكل صريح نحو إسبانيا، وبعدها أعلن الكونجرس الحرب ضد إسبانيا في إبريل 1898، وانتهت الحرب التي لعبت الصحافة الصفراء دورًا كبيرًا بها، بفوز أمريكا وسيطرتها على كوبا وجزر الفلبين وبورتوريكو وإحدى جزر الماريانا.

كانت هذه هي بداية بزوغ الصحافة الصفراء وطريقة استعمال عناوين مُضَخمة وحساسة ومثيرة للجدل، لجذب القراء لشراء الصحف.

وتعود تسمية الصحافة الصفراء بهذا الاسم نسبة إلى رسمة "الطفل الأصفر/ The Yellow Kid" (الموضحة بالصورة) وهي شخصية هزلية قام برسمها "ريتشارد أوتكولت" لصحيفة "New York World" وتم نقلها بعد ذلك لصحيفة "New York Journal" بعدما انتقل "ريتشارد" للعمل لديها، وتم ابتكارها كأحد أساليب جذب انتباه الناس لقراءة الصحف وخصوصًا في فترة الحرب، ولأنها كانت من أشهر الوسائل التي استخدمتها الصحفيتين تحت رئاسة كلا من "بولتزر" و"هيرست" المعروفين باستخدامهما لعناوين صحفية مبالغ فيها ومبتذلة ورنانة، تم اعتبارها لاحقًا رمزًا للصحافة الصفراء.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتك دعم لمجهوادتنا

إعلان اسفل المشاركات

الصفحات